40 عاماً من الأدوار والشخصيات المختلفة، إلا أن القاسم المشترك بينها، هو أن هذه الممثلة اللبنانية أبدعت فيها كلها، وأثبتت موهبتها الكبيرة في كل الأعمال التي شاركت فيها.
إنها الممثلة مارينال سركيس، التي كان لموقع الفن حوار خاص معها، تحدثت خلاله عن دورها في مسلسل "القدر"، وكواليس العمل في تركيا، ورأيها في التعاون مع الممثلين قصي خولي ورزان جمال، والكثير من الأمور الأخرى.

أخبرينا عن مسلسل "القدر"، ومشاركتكِ فيه.

هذا العمل تناول فكرة "الأم الحاضنة"، وهي قضية لا تتشابه مع مجتمعنا، ولم تطرح سابقاً، وككل الأعمال التركية المعربة، فيها ما يشبه مجتمعاتنا وفيها ما يختلف عنها، وموضوع "الأم الحاضنة" ليس متعارفاً عليه في بيئتنا، وغير مسموح به دينياً، وإن حصل فيكون بسرية تامة.
جسدت في المسلسل شخصية والدة "نور"، وهي تشبه العديد من الشخصيات في مجتمعنا، وتجسد المرأة المعنفة، وهمها الوحيد أن تحمي بناتها، ما أوصلها إلى حد القتل، عندما شعرت بالخطر على إبنتها الغالية جداً على قلبها.

كيف كانت كواليس العمل مع الممثلين رزان جمال وقصي خولي وغيرهما؟

فريق العمل كان مؤلفاً من مجموعة متجانسة للغاية، كلنا أصبحنا أصدقاء، وكانت هذه التجربة الأولى لي في الأعمال التركية المعربة، وفي التصوير في تركيا، وعند وصولي تواصلت معي فوراً الممثلة اللبنانية رزان جمال، وطلبت رؤيتي لنتعارف، قبل أن تقوم الشركة بها الأمر، وحاولت إيصال شعورها بالسعادة للقائي بها، وكأنها تنشقت رائحة بلدها بالممثلين اللبنانيين المشاركين في العمل، الممثل وسام حنا وأنا. وقد أمضينا يوماً سوياً، وقمنا بسياحة في البلد وتعرفنا عليه، وهذه اللفتة منها إستحوذت على إهتمامي، وأظهرت كم تمتع بلياقة عالية وأخلاق، وأنها كتلة حب وعاطفة يملكها عدد قليل جداً من الممثلات، وهذا ما جعلني أرتاح لتقديمي دور والدتها، حتى أنها أخبرتني عن علاقتها بوالدتها، وأصبحت أشعر حقاً أنني والدتها.
أما بالنسبة للممثل السوري قصي خولي، فهذا كان أول تعاون بيننا، وعدا عن أنه ممثل محترف، فهو أيضاً قريب جداً إلى القلب، وجوده في كواليس التصوير ليس وجود نجم، وهذا ما جعل الجميع يحبه، فهو قريب من الكومبارس أكثر من قربه إلى الممثل البطل الذي يشاركه المشهد، يُقال عنه "خواجة" باللهجة اللبنانية.
أما وسام حنا، فشهادتي به مجروحة لأني أحبه مثل أولادي وبيننا عشرة عمر.

تعرض المسلسل لبعض الانتقادات، التي اعتبرت أن هناك أفكاراً غير منطقية، خصوصاً في علاقة "نور" و"زيد"، ما تعليقك؟

لا أرى أن علاقة نور وزيد غير منطقية، فـ"زيد" الذي جسد دوره الممثل السوري قصي خولي، فرض عليه واقع هو لا يريده، وزوجته "تالا" التي جسدت دورها الممثلة السورية ديمة قندلفت، هي من فرضته، وإنسانياً، تعاطف مع هذه العائلة، وبدلاً من أن تحتضنه زوجته، تغيرت شخصيتها، ومع تطور الأحداث ساهمت زوجته بإبعاده عنها، وأصبح هو يتعاطف مع "نور"، التي جسدت دورها الممثلة اللبنانية رزان جمال. لا يمكنكِ أن تسيطري على قصص الحب، فهي تبدأ وتنتهي من دون أن نعلم السبب، وهذا "القدر"، الذي جمع الشخصيات كلها، بالإضافة إلى أن "نور" شابة جميلة، ولم يكن ذنبها كل ما حصل معها.

​​​​​​​صرحتِ سابقاً بأن دور الممثل وسام حنا كان ثانوياً في النسخة التركية، وهو جعل من دوره بطلاً في النسخة العربية، ما هي العوامل الأساسية التي اختلفت بين النسختين؟

الممثل وسام حنا هو بحد ذاته سبب الإختلاف، وكان مفاجأة للمخرجين الأتراك، وحتى لشركة MBC المنتجة، لم يكونوا على علم بإمتلاكه هذه الطاقة، وتجسيده الدور بحرفية، وهذا العمل أظهر مدى أهمية الممثل اللبناني، الذي تم تهميشه لفترة طويلة، وأثبت أنه عندما تعطيه دوراً قوياً ومادة قوية ومساحة جيدة، سيكون قادراً على أن يثبت نفسه، في الأعمال التركية المعربة. الحـ ـرب الطويلة التي عاشها لبنان، والدراما التي انقرضت، وضعتا الممثل اللبناني في الظل، أما الآن فقد أثبت قدراته، وجسد أدوار بطولة رائعة.

لو كان بإمكانكِ تغيير حدث من أحداث المسلسل، ما الذي تغيرينه؟

لا يمكن تغيير أي حدث، فنحن لا نتعامل هنا مع كاتبة يمكن إقتراح أفكار عليها، بل نملك بين أيدينا نصاً مكتوباً ومترجماً، إلا أن قصي خولي، كان قد إقترح، بناءً على خبرته في هذا المجال، فكرة عقد القران على شخصية "نور"، بعد أن حملت منه، حتى يصبح الأمر شرعياً، ويشبه المجتمع العربي أكثر، وهذا ما لم يطرح في النسخة التركية.

هل ستعملين مجدداً في الدراما التركية المعربة؟

بحسب الدور أكيد، وهذا الدور كان مميزاً، وفريق العمل كان جيداً جداً، وكنا جميعاً أصدقاء، وكانت هناك فترة حـ ـرب في لبنان، فجاء هذا العمل بمثابة "تنفيسة" لنا، لنبتعد قليلاً عن الضغط. كانت خبرة جيدة جداً لي، إلى جانب السياحة والصداقات التي حصلت عليها، بالإضافة إلى أن وجود وسام حنا ضمن فريق العمل، كان مهماً جداً، وكان هو النفس الخاص بي، كما كنت أنا النفس الخاص به، وقضينا 4 أشهر ونصف الشهر معاً بشكل دائم، وهذا أمر مهم جداً للممثل عندما يكون في الغربة.

عرض عليك سابقاً عمل تركي معرب، لكن الدور لم يعجبك، هل ندمتِ بعد عرض العمل؟

شاهدت العمل ولم يعنِ لي الأمر، دوري في مسلسل "القدر" كان يشبهني كثيراً، لم أشعر أني كنت أمثل دوراً، بل كنت حقيقية للغاية، وهكذا جاءت الأصداء على دوري، ورزان ساعدتني كثيراً لأقدم لها عاطفة الأمومة الحقيقية.

​​​​​​​جسدتِ خلال​​​​​ مسيرتكِ التمثيلية، أدواراً كوميدية وأدواراً تراجيدية، أي منها يشبهكِ بالأكثر؟

جسدت جميع الأدوار، في مسلسل "ثورة الفلاحين" جسدت شخصية "شمعة" المجنونة، وفي مسلسل "نساء في العاصفة" جسدت شخصية "الست زهية" مأذونة سجن النساء، وكانت سحـ ـاقية تعتدي على المسجونات، وأديت في ملسلسل "حماتي وعقلاتي" دوراً كوميدياً. كل أدواري لا تشبه بعضها البعض، وعندما يعجبني الدور أؤديه مهما كان نوع العمل، المهم أن يحرك في داخلي أمراً ما، ويجعلني أتحدى نفسي، وأكون حقيقية للغاية.

بعد النجاح الكبير الذي يحققه الممثلون اللبنانيون في الأعمال المشتركة والأعمال التركية المعربة، هل حان الوقت لتقديم دراما لبنانية بحتة، بمقومات تجعلها تنافس غيرها من الأعمال؟

بالطبع نحن مع هذا الأمر ونشجعه، ونشجع الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن، ونؤكد على دعمنا لها بمسلسل "بالدم"، لأنها المرة الأولى التي ندخل فيها المنافسة بعمل لبناني بحت، ويليق به النجاح، وبماغي التي أثبتت على مر السنين، أنها عملت بشكل كبير على نفسها، وعلى قدراتها التمثيلية، فقد ثابرت ودعمت نفسها ودعمت النص، وساهمت بإختيار فريق عمل جيد في أعمالها، ومن المؤكد أن العمل سينافس الأعمال الأخرى، ويظهر بالأهمية نفسها، لأننا لا نقل شأناً عن أي ممثل عربي آخر.

ماذا تتابعين في الموسم الرمضاني من أعمال؟

أتابع المسلسلات اللبنانية والبرامج اللبنانية، وبرنامج وسام حنا "أكرم من مين" على قناة LBCI، ومسلسل ماغي بو غصن، وإنتاجات شركة "الصبّاح إخوان"، بالإضافة إلى مسلسل "إش إش" للممثلة المصرية مي عمر، فأنا أحبها كثيراً.